قالت : مالفرق بين الحب والزواج
قلت : الزواج ضرورة والحب اختيار
الزواج هو البيت .. والأبناء والمسئولية .. والاستقرار
والحب .. هو الأشواق والحيرة .. والرغبة والألم
وقد يكون الزواج مشواراً طويلاً أجمل مايبقى منه ” العشرة ” أما الحب فقد يكون مشواراً قصيراً ، أجمل مافيه الذكرى
والزواج رحلة ننتظر ثمارها فتمنحنا الأمل
والحب مركب صغير يحملنا .. ولكن بلا شطآن
والحب عادة لايعرف للأمل طريقاً .. وهذا سبب حيرتنا فيه
وفي الزواج نتكلم أحياناً لغة المصالح والحسابات والأرقام ، ولكننا في الحب نبتعد كثيراً عن هذه اللغة لتبقى لغة المشاعر
في الزواج قد نعرف ماذا ينتظرنا غداً
وفي الحب لانعرف مالذي تخبئه لنا الأيام
في الزواج قد يؤرقنا الأمل
وفي الحب تؤرقنا الأشواق
والزواج يتكرر بورقة صغيرة وشاهدين رجل عجوز نسميه المأذون
وفي الحب قد ندفع العمر ثمناً للحظة واحدة نتمنى أن نعيشها ولانستطيع
قالت : معنى هذا أن الحب أجمل
قلت : ولكن الزواج أبقى
قالت : وماذا تقصد بالبقاء ؟
قلت : الزواج أكثر قدرة على مواجهة الحياة لأنه أكثر واقعية
ولكن قدرة الحب على التحمل قليلة لأنه أكثر خيالاً .. والرجل قد يتزوج أكثر من امرأة
هذا جائز بالعرف والتقاليد والدين .. ولكن الرجل لايستطيع أن يحب أكثر من امرأة واحدة
فالزواج يقبل الشريك .. ولكن الحب لايقبل
قالت : ولكن التعدد من عاداتنا ؟
قلت : وأيضاً من عاداتنا العاجزة .. ورغم هذا فهو موجود
المرأة تقبل شريكة لها في الزواج تحت ظروف الحياة والأبناء ومتطلبات الزمن
ولكننا في الحب لانقبل الشركة فإما الشخص كاملاً .. وإما لاسبيل إلا الفراق
قالت : معنى هذا أنك ترى الحب أفضل من الزواج ؟
قلت : لاأقصد هذا بالتحديد حتى لايغضب مني أحد
ولكنني أعتقد أن أوأ مافي الزواج أن يدخل باب الممتلكات فيتحول الزوج والزوجة إلى قائمة المقتنيات
مثل الأثاث والأدوات الكهربائية وعقود شراء العقارات ، لأن أجمل مافي الحب هو الاختيار .. والإرادة الحرة
فالزوجة قد تمتلك زوجاً .. والزوج قد يفرض الوصاية على زوجته
ولكن الحب إرادة
إن العصفور يدخل عش الحب حينما يريد ، ويرحل حينما يشاء
ولكن الزواج قفص من الذهب الجميل ندخله بإرادتنا ولا نخرج منه إلا مع إرادة الله
قالت : وماذا عن الحب بعد الزواج .. هل يمكن أن يأتي الحب بالزواج ؟
قلت : أجمل أنواع الزواج زواج يقوم على التفاهم .. لأان التفاهم يخلق الحب
ولكن الحب لايفتح دائماً أبواباً للتفاهم
قالت : وماذا تقصد بالتفاهم ؟
قلت : أن تكون هناك موجات اتصال بين المحبين .. ألا أن تدخل بينهم عمليات التشويش
ألا يكمل أحدهما كلامه ورغم هذا يفهمه الطرف الآخر .. أن يشعر الإنسان بالأشياء قبل حدوثها
ويسمع الكلمات قبل أن تقال .. أن غياب التفاهم يذكرنا بشخصين يتحدث كل منهما لغة مختلفة
ولايفهمان شيئاً ، ويحاول كل منهما أن يستخدم يديه وعينيه في الحركات والإشارات
وينتهي بهما الحوار الصامت إلى أقرب نقطة للبوليس
قالت : أنا أرى أن الحب والزواج وجهان لعملة واحدة .. فلا حب بغير زواج .. ولا زواج بغير حب
وهذه طبيعة الحياة والأشياء والبشر .. ولا بد للدائرة أن تكتمل
وأنا لا أتصور الزواج بدون حب
ولا أتصور أن ينتهي الحب إلا بالزواج
قلت : هذا مايتمنى كل منا أن يعيشه وأن يراه ، ولكن ماأكثر الأزواج بغير حب
وماأكثر قصص الحب اللقيطة التي تشردت أمام سماسرة العقارات وتجار العمارات ومحاولات البحث عن مأوى
ماأكثر قصص الحب الحائرة في الشوارع بلا مكان ، تبحث عن لحظة أمان واحدة
فالذين يملكون القصور قد لايعرفون الحب .. والذين لامأوى لهم قد يحملون مشاعر حب تكفي ملايين البشر .. ولكنها الحياة
..
فاروق جويدة